يُمثل وادي حنيفة بموقعه الاستراتيجيّ وطبيعته الخلابة مثالًا متوافقًا مع رؤية 2030 للدولة العربية السعودية، وذلك لتجسيده كبيئة طبيعية ترفيهية جميلة تجذب الزوار المحليين والسياح من مختلف بقاع العالم، وعليه فقد جاء المقال أدناه للحديث عن جوانب تطوير مشروع هذا الوادي بالتفصيل.


موقع وادي حنيفة

يقع وادي حنيفة ممتداً من حافة منطقة طويق على الحدود الشمالية للوادي، مرورًا بالجزء الأوسط من هضبة نجد، وصولًا إلى منطقة حاير جنوب الرياض على أرض ممتدة لطول 120 كم، حيثُ يتراوح عرضه ما بين (100 - 1000) م كأقصى اتساع، كما يتراوح عمق مجراه ما بين (10-100) م.[١]


يصب ما يزيد عن 40 واديًا وشعابًا من الروافد الطبيعية في وادي حنيفة، حيثُ إنّ أشهرها من جهة الغرب: الأبيطح، والعمارية، وصفار، والمهدية، وبير، ولبن، ونمار، والأوسط، ولحان، أمّا من جهة الشرق: الأيسن والبطحاء، إذ تبلغ كمية المياه التي تصب فيه يوميًّا حوالي 700,000 م³.[١]


مشروع تأهيل مستويات المياه في وادي حنيفة

جرى تأهيل مستويات المياه في وادي حنيفة ضمن 3 مستويات، يُمكن الاطلاع عليها على النحو الآتي:[١]

  • مستوى المياه دائمة الجريان التي تتغذى من شبكات تخفيض المياه الأرضية في المدينة، ومن شبكات تصريف السيول.
  • مستوى السيول الموسمية التي تجري في الوادي في مواسم الأمطار، حيث سُويت بطن الوادي بميل عرضي باتجاه القناة الدائمة، وميل دائم باتجاه الجنوب.
  • المستوى الخاص بالفيضانات التي تحدث في الدورات المناخيّة كلّ 50 سنة تقريبًا.


مشروع أنظمة المعالجة الطبيعية والحيوية في وادي حنيفة

جرى استخدام نظام بيئي غير كيميائي متطور ومنخفض الكلفة التشغيلية لمعالجة المياه الجارية في وادي حنيفة، حيثُ يعتمد على إيجاد البيئة المناسبة في المجرى المائي لتكاثر الأحياء الدقيقة التي تستمد غذاءها من المكونات العضوية وغير العضوية في المياه، إذ يُمكن من خلال هذا المشروع استخدام مياه المجرى على مدار العام لأغراض زراعيّة وصناعيّة.[١]


ومن الجدير ذكره أنّ المشروع تبنى إنشاء محطة معالجة حيوية في بطن وادي حنيفة، حيثُ يضمن زيادة طول مجرى المياه في الوادي، بالإضافة إلى خلق بيئة مناسبة لنمو الكائنات الحية التي تُساعد في التخلص من ملوثات المياه، وهذا بدوره يضمن إنشاء بيئة خضراء نقية يُمكن للزوار الاستمتاع بين أحضانها.[١]


مشروع تعزيز الغطاء النباتي

سعت الجهات المسؤولة عن وادي حنيفة إلى إعادة تعزيز الغطاء النباتي في وادي حنيفة، حيثُ شُجّر بما يتناسب مع طبيعته من خلال زراعة 7,000 نخلة، و30,000 شجرة صحراوية، إضافة إلى نقل 2,000 شجرة، و42,000 شجيرة عن طريق الاستزراع من الشتلات الجاهزة أو البذور.[٢]


وتجدر الإشارة إلى أنّ الجهات المهتمة بمشروع الغطاء النباتي نفذت نظام ري يدويّ يشمل آبارًا وخط ري بطول 40 كم؛ لتجنب جفاف تلك الأشجار، كما ركبت 730 لوحة إرشادية تهدف إلى توجيه زوار الوادي إلى ما يحتويه من معالم طبيعية وحدائق خضراء ومساحات مفتوحة وخدمات.[٢]


مشروع تطوير الدرعية

شمل مشروع تطوير شمال محافظة الدرعية على إنشاء منتزه سد وادي العلب، والذي امتد على مساحة 400,000 م² ومسافة 80 كم، حيثُ يحتوي على ممرات خاصة للمشاة، وممر رئيسي حول المنتزه، إضافة إلى جلسات مريحة مطلة على ضفاف الوادي الساحرة.[٣]


مشروع تأهيل الخدمات العامة

طورت الجهات المسؤولة عن وادي حنيفة نظام الحركة المرورية فيه، حيثُ قلصت الطريق المؤدية له بما يسمح بمرور الزوار والسكان المحليين؛ تجنبًا للتأثير على مسارات المياه الجارية القادمة من الفيضانات والسيول، حيث يبلغ طول هذا الطريق 42.8 كم، وعرضه ما بين 6-9م، إذ يحتوي على مواقف جانبية بعدد 2,000 موقف، إضافة إلى 22 جسرًا ومعبرًا عند تقاطع الطريق مع القناة.[٤]


تجدر الإشارة إلى إنارة طرق المشاة المؤدية لوادي حنيفة بما يتناسب مع طبيعة الوادي، حيثُ رُكب 2,500 عامود إنارة، و600 وحدة إنارة للجسور ومناطق أخرى، كما أُنشئت العديد من المصليات في أماكن متفرقة من وادي حنيفة، و30 مبنى لدورات المياه الخاصة بالرجال والنساء موزعة في كافة أنحائه، إضافة إلى تجهيز مواقع للمحلات التجاريّة.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "برنامج التأهيل البيئي لوادي حنيفة وروافده"، الهيئة الملكية لمدينة الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "تطوير وتأهيل وادي حنيفة"، استدامة الرياض، 18/7/2017، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2023. بتصرّف.
  3. "زيارة لمشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة"، وكالة الأنباء السعودية، 10/1/2007، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2023. بتصرّف.
  4. ^ أ ب الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، صفحة 12. بتصرّف.